العقود الذهبية في المتشابهات القرآنية

قال الناظم – غفر الله له – :
بما يعملون تسعةٌ أتت على غير مِثَال … خمسٌ بأربعٍ طوال ، مَثْنى بدر ، هودُ صِدِّيقُ الفِعَال
تفعلون ستة تجي بخمس سور … شورى النِّعَم ، صَفُّ النمل انفطر
قوله “بما يعملون تسعةٌ أتت على غير مِثَال” يشير به إلى أن قول الله – تعالى – ((بما يعملون)) بياء الغيب – وفقًا لرواية حفص – وقع في تسعة مواضع ، هي :
((وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)) (البقرة 96)، (آل عمران 163) ، (المائدة 71) .
((فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)) (الأنفال 39) .
((إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)) (آل عمران 120) .
((وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)) (النساء 108) .
((وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )) (الأنفال 47) .
((إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )) (هود 111) .
((وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ)) (يوسف 19) .
وأراد الناظم بقوله “بأربع طوال” الأربع الطوال المتتابعة في أول القرآن ، وهي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة ، وقوله “مثنى بدر” يشير به إلى موضعي سورة الأنفال ، وهي سورة بدر كما سماها ابن عباس – رضي الله عنهما – ؛ لأنها نزلت في غزوة بدر – رمضان 2 هـ – ، وقوله “هودُ صِدِّيقُ الفعال” يقصد معنى جميلا ، وهو أن هود ويوسف – عليهما الصلاة والسلام – كانا صِدِّيقَيْنِ في الفعال وليس في الكلام فقط كأكثر المتكلمين اليوم ، وما أبرئ نفسي ، ولا يخفى عليك أن العبرة بالأفعال لا الأقوال ، غفر الله لنا أجمعين .

وأما قول الله – عزوجل – ((بما تعملون)) فقد وقع في أحد وأربعين موضعًا ، لا داعي لذكرها ؛ فالحافظ الذكي هو الذي يضبط حفظه يحفظ المواضع الأقل ، وبذلك لا تلتبس عليه المواضع الأخرى الأكثر . وبالله التوفيق .
ثم قال الناظم – عفا الله عنه – :
تفعلون ستة تجي بخمس سور … شورى النعم ، صف النمل انفطر
أراد بهذا البيت ضبط حفظ قول الله – تعالى – ((تفعلون)) بتاء الخطاب ، هكذا بغض النظر عما قبلها أو بعدها ، فقال إنها وقعت في القرآن الكريم في ستة مواضع ، في خمس سور ، كالتالي :
((وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)) (الشورى 25).
((إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)) (النحل 91) .
(( لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)) (الصف 2) .
((كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)) (الصف 3)
((يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)) (الانفطار 12) .
فالسور الخمسة هي سورة الشورى والنِّعَم أي سورة النحل ، والصف والنمل والانفطار ، وإنما سميت سورة النحل بسورة النِّعَمِ ؛ لكثرة ما فيها من نِعَمِ الله ، وهي أكثر سورة فيها ((جعل لكم)) 3 ، ((وجعل لكم)) 5 ، مجموعهما ثمانية مواضع .
وأما قول الله – تعالى – ((يفعلون)) فقد وقع في ثلاثةَ عشَرَ موضعًا .
هذا ، وبالله التوفيق ، والله أعلم ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *